المعهد العربي للطب النبوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تعليم منهجي ودراسات وبحوث في الطب النبوي والإعجاز العلمي فيه.
 
الرئيسيةالقرآن الكريمأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا ومرحباً بكم في الموقع الرسمي للمعهد العربي للطب النبوي وعلوم الأعشاب والجمعية الدولية للطب النبوي
هاتف 0096895334471 - 0096895334472 الشيخ أبو الفداء محمد عزت محمد عارف عميد المعهد العربي للطب النبوي, ورئيس الجمعية الدولية للطب النبوي.
يمكنكم الدراسة في المعهد من خلال هذا الموقع, والتواصل بأفكاركم وموضوعاتكم التي تسري الحوار البناء من أجل نشر طب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 دراسات في أحاديث الطب النبوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 21/03/2012

دراسات في أحاديث الطب النبوي  Empty
مُساهمةموضوع: دراسات في أحاديث الطب النبوي    دراسات في أحاديث الطب النبوي  Icon_minitimeالسبت أبريل 14, 2012 3:43 pm


دراسات في أحاديث الطب النبوي
علاج الحمى بالماء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فهذه سلسلة مباركة نذكر فيها الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الموضوعات الطبية، والتي أصبحت تعرف بالطب النبوي.
وقد اعتنى العلماء بهذا الموضوع قديما وحديثا، فمنهم من أفرده بكتاب كالإمام ابن القيم، والحافظ المستغفري، ومنهم من ذكره في كتب الحديث الجامعة، كالإمامين البخاري والإمام الترمذي في جامعيهما، والإمام الحاكم في مستدركه، والإمامين أبو داود النسائي في سنيهما، وغيرهم..
مدخل:
قال ابن القيم (رحمه الله تعالى): من هديه صلى الله عليه وسلم فعل التداوي في نفسه والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه ... وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرا وشرعا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلا، ولا توكله عجزا.. ثم ذكر أن أنواع علاجه صلى الله عليه وسلم ثلاثة: أحدها : بالأدوية الطبيعية، والثاني: بالأدوية الإلهية، والثالث بالمركب من الأمرين"([1]) .
الحديث الأول: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء".([2])
لغة الحديث:
قوله "من فيح جهنم" : الفيْح: سُطوع الحرّ وفَوَارنه، يقال: فاح الحر يفيح فيحا سطع وهاج، وفاحت النار والحر فيحًا انتشرا واشتدا. ([3])
قوله "فأبردوها": روي بوجهين: بقطع الهمزة وفتحها، رباعي من أبرد الشيء إذا صيره باردا، مثل أسخنه إذا صيره سخنا، والوجه الأول جزم القاضي بأنه خطا، وصوابه بوصل الألف؛ لأنَّه من برَّد الماءُ حرارةَ جوفي، وهو ثلاثي معدَّى كما قال:
وعطِّلْ قَلُوصِي في الرِّكابِ فإنَّها ***ستَبْرُدُ أكبادًا وتُبْكِي بَوَاكِيَا([4])
معنى الحديث ورواياته وطرقه:
قوله: "الحمى من فيح جهنم": في معناه وجهان:
أحدهما: أن ذلك أنموذج ورقيقة اشتقت من جهنم؛ ليستدل بها العباد عليها ويعتبروا بها، ثم إن الله سبحانه قدر ظهورها بأسباب تقتضيها، كما أن الروح والفرح والسرور واللذة من نعيم الجنة أظهرها الله في هذه الدار عبرة ودلالة، وقدر ظهورها بأسباب توجبها .
والثاني: أن يكون المراد التشبيه فشبه شدة الحمى ولهبها بفيح جهنم وشبه شدة الحر به؛ تنبيها للنفوس على شدة عذاب النار، وأن هذه الحرارة العظيمة مشبهة بفيحها، وهو ما يصيب من قرب منها من حرها. ([5])
قوله: "بالماء": في حديث أبي هريرة عند بن ماجة بالماء البارد ومثله في حديث سمرة عند أحمد ووقع في حديث بن عباس بماء زمزم، وفي معناه فيه قولان: أحدهما: أنه كل ماء وهو الصحيح .
والثاني: أنه ماء زمزم، واحتج أصحاب هذا القول بما رواه البخاري عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي قال كنت أجالس ابن عباس بمكة فأخذتني الحمى فقال أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم وراوي هذا قد شك فيه ولو جزم به لكان أمرا لأهل مكة بماء زمزم إذ هو متيسر عندهم ولغيرهم بما عندهم من الماء. ([6])
شبهة والرد عليها:
اعترض بعض الأطباء على هذا الحديث بأن قال اغتسال المحموم بالماء خطر يقربه من الهلاك؛ لأنه يجمع المسام ويحقن البخار ويعكس الحرارة إلى داخل الجسم فيكون ذلك سببا للتلف.
والجواب على ذلك من وجوه
1) أنه ليس في الحديث بيان الكيفية فضلا عن اختصاصها بالغسل وإنما في الحديث الإرشاد إلى تبريد الحمى بالماء فإن أظهر الوجود أو اقتضت صناعة الطب أن انغماس كل محموم في الماء أو صبه إياه على جميع بدنه يضره فليس هو المراد وإنما قصد صلى الله عليه و سلم استعمال الماء على وجه ينفع فليبحث عن ذلك. الوجه ليحصل الانتفاع به.
2) أن المراد به الاغتسال على كيفية مخصوصة وأولى ما يحمل عليه كيفية تبريد الحمى ما صنعته أسماء بنت الصديق فإنها كانت ترش على بدن المحموم شيئا من الماء بين يديه وثوبه فيكون ذلك من باب النشرة المأذون فيها والصحابي ولا سيما مثل أسماء التي هي ممن كان يلازم بيت النبي صلى الله عليه و سلم أعلم بالمراد من غيرها.
3) يحتمل أن يكون لبعض الحميات دون بعض في بعض الأماكن دون بعض لبعض الأشخاص دون بعض وهذا أوجه فإن خطابه صلى الله عليه و سلم قد يكون عاما وهو الأكثر وقد يكون خاصا كما قال لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا فقوله شرقوا أو غربوا ليس عاما لجميع أهل الأرض بل هو خاص لمن كان بالمدينة النبوية وعلى سمتها فكذلك هذا يحتمل أن يكون مخصوصا بأهل الحجاز وما والاهم إذ كان أكثر الحميات التي تعرض لهم من العرضية الحادثة عن شدة الحرارة وهذه ينفعها الماء البارد شربا واغتسالا لأن الحمى حرارة غريبة تشتعل في القلب وتنتشر منه بتوسط الروح والدم في العروق إلى جميع البدن. ([7])
إعجاز علمي في الحديث:
لقد تبين أنه عند الإصابة بالحمى ذات الحرارة الشديدة التي قد تصل إلى (41) درجة مئوية والتي وصفها عليه الصلاة والسلام بأنها من فيح جهنم وقد يؤدي ذلك إلى هياج شديد ثم هبوط عام وغيبوبة تكون سببا في الوفاة ... ولذا كان لزاما تخفيض هذه الحرارة المشتعلة بالجسم فورا حتى ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ وليس لذلك وسيلة إلا وضع المريض في ماء أو عمل كمادات من الماء البارد والثلج حيث إنه إذا انخفضت شدة هذه الحرارة عاد الجسم كحالته الطبيعية بعد أن ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ ويقلل هذه الحرارة بوسائله المختلفة من تبخير وإشعاع وغيرهما ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأس فاغتسل ولما كانت الحمى يستلزمها حمية عن الأغذية الردئية وتناول الأغذية والأدوية النافعة وفي ذلك إعانة على تنقية البدن وتصفيته من مواده الردئية التي تفعل فيه كما تفعل النار في الحديد في نفي خبثه وتصفية جوهره كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي تصفى جوهر الحديد وقد ثبت علميا أنه عند الإصابة بالحمى تزيد نسبة مادة( الأنترفيرون ) لدرجة كبيرة كما ثبت أن هذه المادة التي تفرزها خلايا الدم البيضاء تستطيع القضاء على الفيروسات التي هاجمت الجسم وتكون أكثر قدرة على تكوين الأجسام المضادة الواقية ... فضلا عن ذلك فقد ثبت أن مادة ( الأنترفيرون ) التي تفرز بغزارة أثناء الإصابة بالحمى لا تخلص الجسم من الفيروسات والبكتريا فحسب ولكنها تزيد مقاومة الجسم ضد الأمراض وقدرتها على القضاء على الخلايا السرطانية منذ بدء تكوينها وبالتالي حماية الجسم من ظهور أي خلايا سرطانية يمكن أن تؤدى إلى إصابة الجسم بمرض السرطان ولذا قال بعض الأطباء إن كثيرا من الأمراض نستبشر فيها بالحمى كما يستبشر المريض بالعافية فتكون الحمى فيها أنفع من شرب الدواء بكثير مثل مرض الرماتيزم المفصلى الذي تتصلب فيه المفاصل وتصبح غير قادرة على التحرك ولذلك من ضمن طرق العلاج الطبي في مثل هذه الحالات الحمى الصناعية أي إيجاد حالة حمى في المريض يحقنه بمواد معينة ومن هنا ندرك حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفض سب الحمى بل والإشادة بها بوصفها تنقى الذنوب كما تنقى النار خبث الحديد كما أشار الحديث الشريف الذي نحن بصدده. ([8])

[1]الطب النبوي لا بن القيم 1/36.
[2] تخريجه: الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري 4/121 حديث 3264، ومسلم 4/1731 حديث 2209. من طرق عن نافع عن عبد الله بن عمر به، وله شواهد من حديث عائشة وأبي هريرة وابن عباس ورافع بن خديج.. وغيرهم من الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين.
[3] انظر: المحكم والمحيط الأعظم 3/451 النهاية في غريب الأثر 3/955 شرح صحيح البخارى لابن بطال 9/421 الطب النبوي لا بن القيم 1/36.
[4] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - 18/78 الطب النبوي لا بن القيم 1/36.
[5] انظر: الطب النبوي 1/36 فتح الباري لابن حجر 10/175.
[6] انظر: المرجعين السابقين.
[7] انظر: الطب النبوي 1/9 شرح النووي على مسلم 14/198 فتح الباري لابن حجر 10/175 التمهيد لابن عبد البر 22/227 المنتقى شرح الموطأ 4/365 شرح الزر قاني على الموطأ 4/420 شرح صحيح البخاري لابن بطال 9/421 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 18/79 .
[8] المصدر: الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية لمحمد كامل عبد الصمد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabinstitute.ahladalil.com
 
دراسات في أحاديث الطب النبوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطب النبوي الشريف
» من كنوز الطب النبوي
» من أسرار الطب النبوي
» علاج عن طريق الطب النبوي
» ألإعجاز العلمي في الطب النبوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعهد العربي للطب النبوي :: المعهد العربي للطب النبوي :: أحاديث نبوية شريفة صحيحة عن الطب النبوي-
انتقل الى: